ميدو والصفة السيئة

ميدو تلميذ فى الصف الثانى الإبتدائى.
وهو تلميذ مجتهد..ويسمع كلام والديه.
لكن كان فيه عيب واحد كبير،وهو الفضول..أى التدخل فيما لا يعنيه،ومحاولة معرفة مختلف الأشياء حتى وإن كانت لا تعنيه.
ذات يوم، جاء الصغير ميدو لأمه بعد المدرسه،وقال:
- يا أمى،لقد تشاجرت مع صديقى على..
سألته أمه: لماذا يا ميدو ؟
أجاب ميدو: لا أدرى يا أمى،كنت أسأله بعض الأسئله عنه..وعن أسرته..وأصدقائه..وكان يخفى عنى شيئاً،فأخذت أحاول معرفته..فصاح بى : هذا ليس من شأنك.
ابتسمت الأم إبتسامه حنونه ،وقالت لإبنها :
- لقد أخطأت يا ميدو ، وكان يجب أن تحترم خصوصيته، فمن تدخل فيما لا يعنيه؛سمع مالا يرضيه.
لم يفهم ميدو عبارة أمه الأخيره جيداً،لكنه شكرها وذهب ليحل واجبه.
*****
فى المساء نام ميدو..
وبدأ يحلم..
*****
فجأه، وجد ميدو نفسه فى مدينه غريبه..
كانت مدينه واسعه..ومبانيها مرتفعه..
ولكن الغريب..كان وجود لافته ضخمه مكتوب عليها :"مرحباً بكم فى مدينة الفضول".
- أين أنا ؟
هكذا قال ميدو..
- أنت فى مدينة الفضول كما تقول اللافته..
التفت ميدو ليرى من المتكلم..فوجد ولداً فى مثل سنه.
- من أنت؟
- أنا صاحبك فى هذه المدينه..تعال معى.
ذهب معه ميدو..وفى الطريق كان كل الناس ينظرون نحوه.
- ما الأمر؟..لماذا ينظرون نحونا؟
- إنهم الفضوليون.. مواطنو مدينة الفضول.
- انهم يضايقوننى .
- هكذا دوماً الفضوليون..يضايقون الآخرين..وأنت واحدٌ منهم.
- أنا لا أضايق أحداً ..
ثم تذكر حكايته مع على ففضل الصمت.
أخذ يمشى مع صاحبه حتى تعب ،فلما صارحه بهذا قال صاحبه:
- هاهو الفندق،ستقيم هنا.
تحدث صاحبه مع موظف الإستقبال،الذى كان - كغيره من الفضوليين - فضولى.
أخذ الصاحب مفتاحاً و أعطاه لميدو ..
- رقم غرفتك 111 فى الطابق 11 !
سأقابلك غداً..
ذهب ميدو لغرفته ، وهناك قابل خادم الغرف..
- هل تحتاج للمساعده؟؟
- لا شـــــــــكراً..
بعد أن دخل ميدو غرفته،استلقى على سريره ،وقال:
- إن الفضوليين سيئين..
سمع قرعاً على الباب..فوجده خادم الغرف.
قال خادم الغرف وهو يدلى برأسه داخل الغرفه:
- ماذا تفعل ؟ هل تحتاج للمساعده؟
- لا شكراً.

ذهب ميدو لتناول الغداء..وبعد بعض الوقت،جاء خادم الغرف مره أخرى:
- هل تحتاج للمساعده؟ ماذا تفعل؟ هلى آتى لك ببعض الــ...
قاطعه وهو يغلق الباب: لا شكراً .
وبعد أقل من ربع ساعه،جاء الخادم مره أخرى:
- هل تريد المساعده؟ هل .....
- لا .

و هكذا تكرر الموقف،حتى كاد ميدو يحترق من الغيظ.
وفى المساء ، ذهب ميدو لتناول العشاء، وعندما عاد :
- ماذا تفعل؟!!
قالها ميدو وقد وجد الخادم يعبث بأغراضه.
- لاشيئ..أرى إن كنت تحتاج شيئاً وماذا تملك .
هذه المره إستشاط ميدو غيظاً حتى كاد يخرج الدخان من أذنيه..
وذهب بالخادم لمدير الفندق.
- لقد كان يعبث بأغراضى ويفتشها، وقد ضبطته.
أجاب المدير فى هدوء:
- وماذا فى هذا؟
-!!!!
لم يستطع ميدو إخفاء دهشته،التى زادت مع بقية كلام المدير الذى التفت إلى العامل وهو يقول :
- ماذا وجدت ؟...هاه؟
*****
أمضى ميدو ليله شنيعه..
كان الكل يراقبه..
كان الكل يريد معرفة كل شيئ..
كان الكل يضايقه..
كان الكل ...فضوليين !

وفى الصباح:
دخل عليه شخص وقال:
- صباح الخير يا ميدو..
بدأ ميدو يستيقظ ورأى ضوء الشمس يتسلل من النافذه،فعرف أنه نام بعد تلك الليله العصيبه..
سمع صوت يقول(وهو مازال مغمضاً عينيه):
- هل فهمت الكلام؟
- أى كلام؟
ثم تذكر فقال:
- نعم نعم..وياله من درس قاس.
إن الفضولى يرهق الناس ويضايقهم، وأنا لن أكون فضولياً ابداً .
- من الجيد انك فهمت كلام البارحه..
إستغرب ميدو..ففتح عينيه..
فوجد أنها أمه ..
- لا شيئ يا أمى - قالها ميدو وهو يبتسم - لقد كان مجرد حلم..
وقام ليستعد كى يذهب للمدرسه..
ويعتذر لصديقه.